جزيرة كمران

إحدى الجزر اليمنية في البحر الأحمر تقع مقابل الحديدة على بعد خمسة أميال غرباً، كانت هدف استراتيجي تستولي عليه الحاملات والقوات البحرية البرتغالية والمملوكية – المصرية من بداية القرن السادس عشر حتى القرن العشرين. 

اتخذها الأتراك في فترة حكمهم محجرا صحيا للحجاج مع جزر أخرى منها فرسان، ومع بداية العالمية الأولى استولت عليها بريطانيا سنة 1915م، وقد جعلت منها معاهدة (لوزان سنه1923م) محجرا صحيا ودوليا. 

استخدمتها بريطانيا بعد ذلك مهبطا جويا لطائرتها رغم الشكاوي والاحتجاجات اليمنية التي بلغت ذروتها بلقاء جدة الثلاثي الذي جمع الرئيس عبدالناصر والإمام أحمد والملك سعود في 21 إبريل سنة 1956م للتباحث حول الأوضاع المتردية في عدن والمحميات، وللعمل ضد استيلاء بريطانيا على جزيرة كمران، وقيامها بأعمال التنقيب عن البترول فيها، ومع كل ذلك وما تلاه فلم تتوقف بريطانيا عن استخدام الجزيرة إلا بعد إجبارها على الانسحاب من عدن والمناطق المحتلة بما فيها الجزر اليمنية إلي في عام 1967م. 

تعتبر جزيرة كمران من الجزر المأهولة، حيث يسكنها نحو خمسة ألاف من السكان، يمتهن معظمهم الصيد، وتتبع الجزيرة إداريا محافظة الحديدة. 

من أهم معالمها التاريخية والأثرية، الجامع الكبير، والذي ترجع العديد من المصادر التاريخية، تأسيسه إلى حسين الكردي، قائد الحملة المملوكية على اليمن عام 1515م. 

وقد شهد هذا الجامع عمليات تجديد متكررة وتوسيع كان آخرها عام 1948 م من قبل الملك فاروق ملك مصر السابق عند زيارته للجزيرة، كما يوجد في الجزيرة مسجد تاريخي آخر يدعى "مسجد الجبانة"، حيث يعود إنشاءه إلى فترة تواجد المماليك في الجزيرة. 

* اليمن والغرب ترجمة وتعليق حسين بن عبدالله العمري دار الفكر دمشق ط 2 – 1987م