“تهامة اليمن”.. الأرض المباركة.. تاريخ ودلالات
"تهامة اليمن" ورد ذكرها في الأساطير، والنصوص السومرية، والبابلية القديمة، وكتب معاجم الأسماء والمعاني.
ولفظ "تهامة"، في قاموس معاني الأسماء العربية هو : اسم علم مؤنث عربي أطلق على السهول الساحلية من اليمن جنوباً على امتداد البحر الأحمر.
وفي معجم المعاني الجامع، جاء أن تِهَامَةُ هي الأرض المنخفضةٌ بين ساحل البحر و الجبل.
ومعنى تهامة في قاموس المعجم الوسيط – اللغة العربية المعاصر قاموس عربي هو :تِهَامَةُ أرضٌ منخفضةٌ بين ساحل البحر و الجبال في الحجاز و اليمن و الجمع : تَهائمُ.
وسميت تهامة لشدة حرها و ركود ريحها و رطوبتها، و هو من التهم ،و هو شدة الحر، وركود الريح، يقال تَهِمَ الحرُ إذا اشتد، ويقال سميت بذلك لتغير هوائها، يقال تهم الدهن إذا تغير ريحه.
أما في النقوش والنصوص المسندية اليمنية فقد ورد اسم تهامة بلفظ : " ت ه م ت = تهمت " = تهامة، بينما وجد هذا اللفظ في الألواح و نصوص الأساطير القديمة، في بلاد الرافدين العراق باللغة السومريين، وكذا لدى الأكاديين و البابليين، والآشوريين القدماء، بهذا الشكل: " ت ه ا م ت " تهامت ".
ووردت لفظ تهامة في القاموس الكلداني " تهومات " و تعني الغور ، القعر ، اللجة ، الهوة ، العمق، و في محيط المحيط هي التهمة و تعني : خبث الريح و الزهومة، والركودة، و الهوة، و الأرض المتصوبة إلى البحر، و قد مثلوا الماء العذب تصويراً بمجموعة كبيرة من النوافير في قاع الأعماق ،تؤلف من فوقها حوض أبزو تحت الجبال و " الأبزو "، أو الأبسو هي مصدر المياه العذبة، و هي مصدر الحياة و الخصب و النماء عكس طرفها المتناقض تهامت التي هي مصدر الفوضى و العدم و العقم و الموت.
وورد لفظة تهامة أيضاً في النصوص السومرية القديمة حيث ذكرت أسطورة " تهامت " : أي البركان الذي خرج من المحيط البدائي، كما ورد في الوثائق و النصوص المسمارية السومرية.
ما يهم هنا لفظ "تهامت"، أي تهامة اليمن التي لا يوجد تهامة غيرها في العالم كله، وهذا يذهب بنا بأن السومريين يعرفون تهامة جيداً، وهي موجودة عندهم في الوجدان الذاكري الشعبي، وهذا دليل على أصولهم من تلك المنطقة تهامة اليمن .
و قد وردت لفظة تهامة أيضاً على هذا الشكل، " تهمت " تهمتم "، في النصوص العربية الجنوبية، و يظهر أن لهذه اللفظة علاقة بكلمة " tiamtu " التي تعني البحر في البابلية و بكلمة " تيهوم tehom " العبرانية.