recent
أخبار ساخنة

براقش أو (يَثُل) الفرق في التسمية وأيهما الأسبق

 براقش أو (يَثُل) الفرق في التسمية وأيهما الأسبق!






هي مدينة يمنية قديمة، وموقع أثري في وادي الفرضة على الجانب الأيسر من الطريق المعبد الذي يصل طريق صنعاء – مأرب بوادي الجوف، وكان اسم المدينة قديماً (هجران/يثل) أي مدينة يثل، كما جاء في النقوش اليمنية القديمة التي عثر عليها في خرائب المدينة، ولكن الهمداني (الرابع الهجري/العاشر الميلادي) لم يذكرها باسمها القديم، وإنما سماها براقش، وهو الام الذي يحمله الموقع الأثري إلى اليوم، ولا نعرف كيف تحول هذا الاسم إلى براقش، إلا أن الهمداني يروي قصة مشهورة تفسر المثل الشائع " دلت على أهلها براقش "، وبراقش في القصة اسم كلبة دلت على العدو المحاصر للمدينة على بئر لأهلها خارج المدينة لا منهل لهم سواها. وفُتح الحصن بسبب نباحها، وهي تستقي من البئر التي كانت تتصل بالمدينة عن طريق نفق يؤدي إليها فسميت براقش باسم الكلبة. وإذا كانت الصنعة بادية على سبب التسمية إلا أن المرجح أن الاسم براقش متأخر، ويعود إلى قبل الإسلام بزمن يسير، وفيها يقول الشاعر علقمة ذو جدن: 

وبراقش الملك الرفيع عمادها هجر الملوك كأنها لم تهجر 

وتفيد النقوش اليمنية أن براقش (يثل) كانت مدينة مزدهرة في القرن الخامس قبل الميلاد على الأقل. وكان من أسباب ازدهارها كونها تحتل مكانة دينية مرموقة يحج الناس إلى معابدها العديدة، وكانت وراء نجاح المعينين في ثورتهم على دولة سبأ وإقامتهم لدولتهم في أواخر القرن الخامس قبل الميلاد بعاصمتها معين (قرنو)، ثم سيطرتهم على طريق اللبان التجاري، وينسب الهمداني بيتين من الشعر لعلقمة ذي جدن أيضاً يومئان إلى ما كانت عليه براقش ومعين من نفوذ سياسي خلال عهد الدولة المعينية والبيتان هما: 

وقد أسوا براقش حين أسوا ببلقعة ومنبسط أنيق 

وحلوا في معين حين حلوا بعزهم لدى الفيح العميق 

ويعتقد أن نهاية المدينة كانت في الربع الأخير من القرن الأول قبل الميلاد على يد الحملة الرومانية التي دمرت مدن الجوف قبل أ تصل إلى مأرب وتخفق على أبوابها. 

وما زالت براقش تحتفظ بجزء كبير من سرها المنيع ومحافده (أبراجه) التي تزيد على خمسين محفداً، ويبلغ أقصى ارتفاعه 

متراً، ومع أن أكثر مباني هذه المدينة قد تعرض للهدم منذ سقوط الدولة المعينية في أواخر القرن الثاني قبل الميلاد، ثم نتيجة الحملة العسكرية الرومانية بعج ذلك إلا أن سورها ظل صامداً إلى اليوم، ولم تؤثر فيه تعاقب السكنى داخل المدينة، وإعادة استعمال أنقاض المباني القديمة في العصر الإسلامي. 

وكان أشهر من سكنها في العصر الإسلامي عبد الله بن حمزة (614ه/1217م)، وكان يتحصن بها من غارات ولاة الدولة الأيوبية قبل أن يبني له حصن ظفار الظاهر المعروف بظفار ذيبين. 

وكما كانت يَثٌل (براقش) محطة هامة على طريق اللبان التجاري قبل الميلاد يذكر المؤرخون أنها كانت أيضاً محطة هامة على طريق القوافل التجارية بين اليمن والبصرة خاصة إبان الدولة العباسية. 

وقد تزامن إنشاء طريق الجوف الذي يمر بالقرب من موقع المدينة عام 1989م/1409ه مع بداية المسح والتنقيب عن آثار تلك المدينة العتيقة التي أضحت من أشهر المواقع الأثرية التي يقصدها السياح في الجمهورية اليمنية.

google-playkhamsatmostaqltradent